لماذا نحب محمد فوزي؟ مراجعة فوزي

 

(1966 -1918)محمد فوزي



ولد محمد فوزي في مركز قطور بمحافظة الغربية عام 1918 وتوفي عام 1966 - عن عمر 48 عام

 
يشكل الفنان محمد فوزي دائما جزءا جميلا من طفولتنا وذكريتنا فابتسامته الهادئة اللطيفة تشكل انطباعا رائعا لدينا خاصة في  أفلامه  خفيفة الظل والتي كان يلعب فيها أدوار الشاب الفقير ذو الضحكة الجاذبة وبذلك الابتسامة وخفة الظل يجذب اليه بطلة الفيلم وتقع في حبه كما نفعل نحن المشاهدون ونضحك تلقائيا ونبتسم في نهاية الفيلم مع عودة البطل والبطلة لبعضهما وحل المشكلة التي كانت تفرقهما ، هذه الابتسامة الساحرة هي التي كانت تحل خلافات محمد فوزي في حياته الواقعية أيضا كما تؤكد الفنانة مديحة يسري والتي كانت تجمعهما علاقة زواج - فتقول مديحة يسري عند في لقائها مع برنامج صفاء أبو السعود أن كان دائما ينسى مواعيده وعندما يتأخر عليها يضحك ويداعبها بخفة ظله فتنسى ما حدث على الفور



أفلام محمد فوزي


مثل محمد فوزي في 32 فيلم من اهم تلك الافلام التي شاركت معه البطولة مديحة يسري وهي

 1- فيلم قبلة في لبنان عام 1945

شارك في بطولتة ايضا أنور وجدي وفردوس محمد وأخرجه احمد بدرخان

2-فيلم فاطمة وماليكا وراشيل


شارك في الفيلم ايضا عبدالسلام النايلسى ولولا صدقي ونيلي مظلوم والفيلم من اخراج حلمي رفلة

3-فيلم نهابة القصة عام 1951


يشارك البطولة ايضا سليمان نجيب واسماعيل يس ومن اخراج حلمي رفلة

4-فيلم اه من الرجالة عام1950


يشارك في بطولة الفيلم ايضا اسماعيل يس ورياض القصبجي ومن اخراج حلمي رفلة

5-فيلم من اينلك هذا عام 1952


يشارك في بطولة الفيلم فريد شوقي واسماعيل يس هذا الفيلم من تأليف محمد فوزي واخراج نيازي مصطفى

6-فيلم بنات حواء 1954


يشارك في البطولة شاديةواسماعيل يس ومن اخراج نيازي مصطفى

7-فيلم معجزة السماء عام 1956


يشارك في البطولةعلي الزرقاني وعلوية جميل ومن اخراج عاطف سالم 


Mohamed fawzy





لماذا نحب محمد فوزي؟


من الأغاني المعلقة في طفولتنا والبعض يطلق عليها انها شرك دودو العرب ! هي أغنية ماما زمانها جاية 
فما هذا الكم من اللطافة والحب والسعادة في هذه الاغنية التي يغني فيها محمد فوزي للطفل الذي يبكي وبكل براعة يستخدم محمد فوزي صوت الطفل ليجعله يمتزج بحالة الفرح او صوته بالبكاء ليجعلنا دائما متنبهين لسماع الاغنية ويذكرنا أيضا أن الطفل يشعر بما نقول يحس بما نفعل ...فما فذا الاهتمام الذي شغله فوزي والذي أعطاه لكثير من الأطفال ، في حين أن الكثير من الفنانين الاخرين لم يغني قط للأطفال ربما لاعتبارهم أن الغناء للأطفال يقلل من أهميتهم وجديتهم! 

الكثير من الموسيقيين والفانيين أو حتى المستمعين يعتبرون محمد فوزي هو رائد موسيقي وعبقري لا يضاهيه أي من الملحنين في   وقته، فمن منا لا يذكر ثورته التلحينين في أغنية "سوق بينا يا قلبي" في فيلم دايما معاك مع فاتن حمامة ، فيؤكد الكثير من الموسيقيين أن  تلحيين هذه الأغنية كان عبقريا للغاية - فدخول الأغنية باستخدام صوت الحصان وهي يسير وأصوات الطبيعية كان هو الاستخدام الأول في الاغنية الشرقية وبالطبع هذه الاغنية من الأغاني المطبوعة في ذكرياتنا وتجعلنا نبتسم وتشعرنا بالفرح فقط لوجود عناصر مع الطبيعة وامتزاجه باللحن الموسيقي 

هذه السعادة وخفة الظل لم تكن متواجدة فقط في هذه الاغنية فغالبية ألحان محمد فوزي في أفلامه  مثل أغنية - ليا عشم وياك يا جميل-تعطينا هذا الشعور بالفرح واللطافة ، فمن منا كان يتوقع أن تكون هذه اللطافة والسعادة متواجدة حتى في الأغاني الوطنية كما فعل في الاغنية الوطنية ويجب تذكير أن أغانيه لم تكن موجهه لرؤساء أو أشخاص معينة بل للوطن فقط  وأيضا بالعربية الفصحى! -بلدي أحببتك يا بلدي 

فربما محمد فوزي لم يكن تلك الصوت الجبار وهذا يبرر أنه رسب في امتحان الالتحاق بالإذاعة المصرية عندما تقدم قي مقتبل عمره فكان يبلع عشرون عام ، ولكننا مع ذلك وجدنا في صوته هذه الخفة والأريحية ووجدنا بالطبع في ألحانه العبقرية والسعادة التي لم يشابه أحد  فيها وهذا بالتأكيد ما جعله ينجح في نفس الامتحان كملحن




إنجازاته و قصة تلحين النشيد الوطني للجزائر




بدأت قصة النشيد الوطني الجزائري "قسما" مع محمد فوزي في 1956، عندما طلب أحد رجال الثورة الجزائرية "عبان رمضان" من الشاعر الجزائري "مفدي زكريا" كتابة نشيد وطني يعبر عن الثورة الجزائرية، وخلال يومين فقط كتب شاعر الثورة نشيد بعنوان "قسماً بالنازلات الماحقات"، وانتقل بعدها إلى تونس لنشره في صفوف جبهة التحرير. 



ووذهب مفدي زكريا بكلمات النشيد إلى أكثر من ملحن، منهم الجزائري محمد طوري، والموسيقار التونسي علي السريتي، ولكن اللحنين قوبلا بالرفض من قبل جبهة التحرير الجزائرية لأنهما ليس على مستوى قوّة النشيد، وطلب "عبان رمضان" من مفدي زكريا إعادة تلحين النشيد في مصر، وبالفعل سافر "زكريا" بالنشيد إلى القاهرة وتحديد في إذاعة صوت العرب محاولا إيجاد الملحن المناسب، وفي هذا الوقت كان الموسيقار محمد فوزي متواجدا بالإذاعة لتسجيل إحدى الأغاني، وطلبوا منه تلحين النشيد الوطني للجزائر ولكن  محمد أبو الفتوح رئيس القسم المغربي في الإذاعة اعترض على فوزي، واعتبره ملحنا خفيفا ولا يصلح لتلحين النشيد القومي. أخذ فوزي الأمر على أنه تشكيك بقدراته وموهبته  

وأصر أن يتولى هو تلحينه، وبالفعل انتهى فوزي من تلحين النشيد في ساعتين فقط، ورفض تقاضي أي أجر، واعتبره هدية منه للشعب الجزائري، ولاقى اللحن الجديد إعجاب "جبهة التحرير" بالجزائر، ومن وقتها هناك علاقة خاصة جدا بين "فوزي" والجزائر.

كم كان رائع بالفعل!

 في 2017، تم منح  اسم الفنان الراحل محمد فوزي وسام الاستحقاق الوطني، كما أمر بإطلاق اسمه على  المعهد الوطني العالي للموسيقى، بمناسبة مرور 60 عامًا على النشيد الوطني الجزائري "قسما"، ووافقت عائلة الموسيقار الكبير محمد فوزي، خلال الاحتفالية، على وضع حقوق لحن النشيد تحت تصرف الدولة الجزائرية بشكل نهائي.



mohamed fawzy



تأسيس شركة مصرفون


جاءت فكرة شركة مصرفون لدى محمد فوزي بعد تقنين التعامل مع شركة انتاجه- افلام محمد فوزي- وكان ذلك عام 1956 بعد ثورة الضباط الاحرار، فقرر فوزي انشاء شركة انتاج مستقلة لانتاج الاسطوانات والتي كانت مصر تستوردها من الخارج فانشاء فوزي مصنع كبير في العباسية  وازدهر انتاجها باجودة اعلى وبسعر أقل بل وتم تصدريها للخارج - أثناء ذلك قرر عبدالناصر تأميم شركة فوزي وتحويلها لأملاك الدولة وأصبحت باسم - للصوتيات والمرئيات- وفي عام 1961 دخل فوزي المصنع ليفاجأ بقرار تأميم الشركة ويتم تبلغيه أنه أصبح مستشار فقط للشركة ويخصص له مكتب صغير - أصاب فوزي الحسرة والالم وخسر وزنه الا ان وصل الى 38 كيلو وبدأت معاناته مع المرض وذهب على نفقة عائلته مرتين للعلاج في لندن بعد أن رفض قرار العلاج على نفقة الدولة ، وشحص الاطباء مرضه أنه مرض نادر جدا لم يكن معروف لهم ، ثم شخص أنه سرطان العظام 




مرض نادر ..وفاة فنان حقيقي











وتوفى فوزي في 20 أكتوبر عام 1966 في  وزن 34 كيلو جرام وعن عمر 48 عام- نعم نحب محمد فوزي وندعو له بالرحمة والمغفرة

فمثل هذا الفنان هو الذي نتذكره وأنا شخصيا أتذكره وأفضله عن كثير من الفنانين كانوا بمعزل عن شعبوهم   وأهتموا فقط بأنفسهم بل فضلوا مصالحهم وتغاضوا عن كثير من الاخطاء التي أرتكبت في حق شعوبهم دون تحريك ساكن! فالفنان الحقيقي عليه أن ينخرط مع مشاكل بيئته والناس حوله والا يستسلم أبدا للضغوضات حوله للتنازل والانبطاح كما فعل محمد فوزي ، هكذا تصبح للفن فعلا رسالة وهكذا يظل التاريخ والناس يقدر ويتذكرمن وقف بجانب الحق ولم يكن أنانيا ذليلا يعيش لفنه فقط! 


 

 



 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مطاردة الشرطة الإيطالية لعصابة من خمسة عشر شخص في شوارع مودنا...ماذا فعلوا؟

أشياء موروثة - أمثال وعادات تحقر من المرأة-1

شاحنة الحقد تقتل عائلة مسلمة تعيش في كندا